Labels

A Tribute To... (2) Culture (3) Dailies (1) News (25)

Monday, September 13, 2010

إلى راعي الكنيسة الذي يريد حرق القرآن الكريم

جريدة الرأي-الأردن
الأثنين 13 ايلول 2010م
م. معاوية خازر خليل الهلسة

طالعتنا الأخبار بخبر عزم كنيستكم حرق أعداد من المصاحف. وكعربي مسيحي صعقني الخبر كما صعق الكثيرين لأنك بفعلتك هذه تلون المسيحية بألوان زائفة لا تمت لا للمسيحية ولا للإنسانية بصلة.
من أين أتتك هذه الفكرة العبقرية؟ هل كانت إعلانا خاصاً حصلت عليه؟ هل كتابك المقدس يشبه الكتاب المقدس الذي يقرأه المسيحيون العرب، وما الرسالة التي تريد إيصالها للعالم؟
هل قرأت ما علمه المسيح في (انجيل لوقا 10: 27) «..... وتحب قريبك كنفسك». وما افهمه من قراءتي لهذه الآية هو أن الإنسان يجب إن يحب قريبه(الشخص الآخر) كما يحب نفسه، فإن كنت أيها القس غير قادر إن تحب المسلمين وتحترم كتابهم فهذا يرجع لكونك لا تحب نفسك.
تطالعنا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة كل يوم بأخبار عن علماء ومثقفين ينكرون وجود الله، فما موقفك منهم؟ هل تحاربهم؟ هل تغتال شخصياتهم وتدمرها؟ هل لديك الجرأة لتحرق كتاب دارون الذي رفض ان يكون الله هو الخالق ؟ أنا متأكد انك سوف لن تجرؤ على ذلك.
هل هذه هي رسالة المسيح - رسالة المحبة والسلام- التي تحملها؟ هل صليت لأجل المسلمين قبل أن تقرر حرق كتابهم المقدس؟ إن الإرهاب الذي تحاربه، يحاربه العالم بأسره، ويحاربه الإسلام الحقيقي المعتدل، لكن اختلافنا هو في الوسائل التي نستخدمها، لا يحق لك اغتيال الآخر وتدميره.
في أحد الأيام أرسل يسوع المسيح بعضاً من تلاميذه إلى إحدى القرى التابعة للسامريين ليجهزوا له مكاناً ليستريح فيه قبل أن يكمل مسيره إلى أورشليم، وكان السامريون في عداوة شديدة مع اليهود، لذلك رفضوا أن يستقبلوا المسيح. كانت ردة فعل تلميذي المسيح يعقوب ويوحنا أن طلبا من المسيح صاحب المعجزات أن يأمر فتنزل نار من السماء فتفني أهل القرية السامرية لكن المسيح رفض طلبهم قائلاً:
« لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلّص» ( انجيل لوقا 9: 55-56). رفض المسيح الطلب المليء بالحقد والكراهية وعدم قبول الآخر معلناً انه جاء ليخلص ويقبل الآخر. وأنا أسألك أيها الراعي من موقعي كعربي مسيحي يعيش في المملكة الأردنية الهاشمية حيث دين الدولة الإسلام، ومع ذلك ننعم كمسيحيين بحياة هادئة مطمئنة نمارس حياتنا الروحية بكل حرية وانفتاح، تتعانق أصوات أجراس كنائسنا مع صوت الأذان معلنة أن نسيج مجتمعنا عصي على كل حاقد، أسألك: من أي روح أنت؟ والجواب واضح لك ولجميع العالم انه روح الحقد والكراهية وروح عدم قبول الآخر، وأنا أصلي لأجلك وأشجعك أن تصلي ليحررك الله من هذه الروح.

No comments:

Post a Comment